تالية العادات والتقاليد في مجتمعنا




تأليه العادات والتقاليد في المجتمع



            المجتمع بين العرف والدين

                 اعداد: منيرة نزال نوار الشمري


                       الثانوية الثانية بحائل


المقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى أله وصحبه اجمعين اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرِنا الحــق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)

قال النبي محمد صلى الله علية وسلم (لَيْسَ مِنَّا مَنْ دَعَا إِلَى عَصَبِيَّةٍ وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ قَاتلَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ مَاتَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ)

قال النبي محمد صلى الله علية وسلم (إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء مؤمن تقي وفاجر شقي أنتم بنو آدم وآدم من تراب ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن)

اضع بين ايديكم قضية غفلنا عنها وتناسينا خطرها وتعامينا عن اشكالها الاستعبادية وصمينا الاذان عن سماع أصوات السقوط والانكسار .

نهى عنها الإسلام ومقتها لما لها من اخطار لتفكك وحدة الدولة وضعفها ؟!

هذه القضية هي العادات والتقاليد وتمكن العنصرية من افراد المجتمع.


الهدف من هذا البحث:

  1. فهم معنى العادات والتقاليد.
  2. معرفة مدى أثر العادات والتقاليد على المجتمع.
  3. السلبيات التي ترتبط بهذه العادات.
  4. البحث عن حل لعدم سيطرة العادات على المجتمع.
  5. معرفة الأسباب التي جعلت العادات والتقاليد تسيطر على المجتمع أكثر من الدين.


                  مجتمعي ما بين الأعراف والدين

﴿ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾[سورة المائدة: 3]

الإسلام أعظم دين ارسله الله الى البشرية حتى يستخرجه من براثن الجاهلية وظلامها الى نور الإسلام.

بزغ نور الإسلام في مجتمع قبلي له عادته وتقاليده التي يعتز بها.

هذه العادات كانت كالدستور والقانون الذي تسير عليه المجتمعات سوء كانت سلبية ام إجابيه.

فأتى الإسلام اقر منها مكارمها وأبطل باطلها، فهو الدين الذي ضمن كرامة الإنسان وعيشة في ظل الإسلام حياة كريمة خالية من الخلل او النقص، من اجل ذلك حرم العصبية القبلية حيث كانت هي اول العادات المقيتة التي كانت سبب من أسباب تفرقة القبائل العربية وتناحرها.

                                                                  

العصبية القبلية وخطرها على المجتمع المسلم:

قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) ال حجرات13

من خلال هذه الآية السابقة يتضح لنا ان الله سبحانه وتعالى لم يجعل بيننا تفاضل الا بالتقوى لم يجعل لون او جنس او أصل او عرق ميزان لتفاضل فهذا بلال الحبشي رضي الله عنه من العشرة المبشرين بالجنة.

حينما ابتعد المسلمون عن العصبية القبلية مقتوا كثيراً من العادات والتقاليد التي ولدت الفرقة والتناحر بينهم لذلك كونوا اقوى دوله شهدها التاريخ بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم، دولة حكمت العالم من شرقه لغربه ومن جنوبه الى شماله، سطرت امجاد تاريخية على مر العصور.

ماذا حدث في مجتمعنا؟ ولماذا بدا التناحر يسود به؟

حينما يبتعد المسلمون عن اهم قواعد الدين الإسلامي وتصبح لديهم شبه مهمشه فأنه ليس غريباً على أعظم دولة ان تتفكك وينتشر فيها الضعف والتفرقة ويبدأ الصراع بين أبنائها.

عودة العصبية القبلية بعادتها وتقاليدها السلبية تجعل المجتمع أسيراً مقيداً لها.

حتى انها تحكمت أكثر من الحلال والحرام فقد أصبح هناك تأليه لهذه العادات والتقاليد بشكل مخيف وخطر!

مما جعلا هذه المجتمعات أكثر عرضة لأي معتدي يريد بها التفرقة او الهزيمة.

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

هَلَكَ المُتَنَطِّعُونَ. قالها ثلاثا) رواه مسلم

من هم المتنطعين؟

هم المغالون المتشددون بالعادات والتقاليد الخارجين عن حدود الإسلام بهذا التشدد.

ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في حديثه عن أقسام الغلو "مجموع الفتاوى" (7/7 )):

القسم الرابع: الغلو في العادات: وهو التشدد في التمسك بالعادات القديمة وعدم التحول إلى ما هو خير منها. أما إن كانت العادات متساوية في المصالح فإن كون الإنسان يبقى على ما هو عليه خير من تلقي العادات الوافدة " انتهى والله اعلم.

والعادات والتقاليد سلسلة تنتقل حلقاتها من جيل الى آخر، وقد يصاحب هذا الانتقال بعض التغيرات بالزيادة أو النقصان، سلبًا أو إيجابًا، بما يتفق مع ظروف وقيم كل جيل، وقد تتلاشى الوظيفة الاجتماعية للعادات والتقاليد، أو تنتهي نتيجة تغير الظروف الاجتماعية، إلا أنها تبقى بفعل الضغط النفسي الذي تمارسه على الأفراد الذين اعتادوها، وشعروا أنها تمنحهم الأمن والاطمئنان، وتضمن تماسكهم في مواجهة أية تغيرات جديدة.



المرأة والعادات والأعراف:

المرأة وعادات المجتمع، كانت الضحية الأولى أمام استعباد هذه التقاليد، فقد تناسوا عن حقوقها التي أحلها الله لها حقا معنوي قبل ان يكون مادياً.

أهملوا حقها في اختيار شريك حياتها واعتبروا انها جريمة تعاقب عليها بالرغم من ان الإسلام أعطاها الحق في ابداء رائيها.

بينما الرجل له الحق التام في تحديد وانتقاء شريكة حياته من أي لون او قبيلة او جنس او بلد وهذا ليس من الإسلام في شيء وانما من باب العادات والتقاليد التي سلبت حق المرأة واعطته الرجل.

حرمت هذه العادات والتقاليد المرأة في بعض المجتمعات ان تأخذ حقها في الميراث لأنهم يرونها تابعه لا يحق لها ان تملك او ترث.

لذلك استطاع أعداء هذه الامه الدخول من هذه الثغرة وجعل هذه القضية من أبرز القضايا التي تمثل كما زعموا وحشية الإسلام، ولم ينسبوها الى تخلف العادات والتقاليد، بالرغم من ان الجميع يعلم ان المرأة لم تنصف ولم تأخذ حقوقها كاملة الا بعد ظهور الإسلام وكل الأدلة تثبت ذلك من القران والسنه.

ادله من القران على ان المرأة والرجل سواسية امام الله

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم من نفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)

 (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) (الطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلْطَّيِّبَاتِ) (السَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ) (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي)

وهذه ادله من السنة تحفظ مكانة المرأة وتعلي من شئنها

قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إنما النساء شقائق الرجال) أخرجه الإمام أحمد

وقال صلى الله عليه وسلم في خطبته الشهيرة: "استوصوا بالنساء خيرًا فإنهن عَوَان عندكم "يعني أسيرات.

 عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي))

رواه الترمذي وابن ماجه
تقديم العادات والتقاليد على الدين:

 هل الخلط بين العادات والتقاليد والأحكام الشرعية يمثل ظاهرة مقلقة لهذا الحد؟



ان التزامنا بتطبيق الأحكام الشرعية بصورة صحيحة كفيل بجعلنا قادرين على التمييز بينها وبين العادات والتقاليد فالإسلام بآدابه وضوابطه وقوانينة صالح لكل زمان ومكان ولجميع الاجناس.

لكن الابتعاد عن الدين جعل الكثير في هذا الزمن يقدم كلمة العيب على الحرام! فالعادات والتقاليد هي موروث ثقافي لكل مجتمع منها ما استمد أسسه من الدين، ومنها ما هي اعتقادات راسخة توارثتها الأجيال جيل بعد جيل وهي لا تقتصر على مجتمع دون آخر، عربي كان أم أعجمي.

فجميع المجتمعات لها عادات وتقاليد وثقافة تؤمن بها وتقدسها.

هذه العادات والتقاليد أصبحت في هذا الوقت تقدم على الحلال والحرام.

هناك امثله كثيره على ذلك فكما نعلم ما هو متداول بيننا عن التدخين في مجالس الرجال!

انما هو عيب ليس من باب الحلال والحرام.

وعن سماع الأغاني امام الملتزمين او المحافظين هذا من باب العيب وليس من باب الحلال والحرام.
 عيب؟

إذن عيب أصبحت تحدد تصرفاتنا أكثر من كلمة حلال او حرام؟

من باب العادات والتقاليد:

 حينما نرى المجتمع يعاقب الفتاة على اخطائها بينما ينجو منها الولد من باب العيب وليس الحرمة فلو انهم ارجعوها لدين لكان الولد والبنت نفس العقاب والثواب لا فرق بينهما.

من هذا الباب كان تزايد صدى العادات والتقاليد سبب من أسباب تفكك الكثير من الروابط الإسلامية التي كانت تعمل على تقوية العلاقات الاجتماعية بالتالي بداءة ترجع العصبية القبلية والقومية مما جعل أعداء الدين يستطيعون الاصطياد بكل سهوله من شبابنا الغافل عن التعاليم والروابط الصحيحة لوحدتهم وقوتهم وهذه الغفلة بسبب الانجراف خلف الانفتاح السريع على عالم التقنية والاتصال بالعالم دون رقابة او أسس صحيحة.

نتمنى جميعا كمسلمين ان نعيش كعرب وعجم شرقا وغربا على حدا سواء تحت راية واحده وهي راية الإسلام بتعاليم الدين الحنيف الذي علمنا إياه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .

الحديث في هذا الموضوع يطول بالنهاية نستطيع ان نقول ان المجتمعات اغلبها أصبح يؤله العادات والتقاليد أكثر من الدين والاحكام الشرعية.

استبيان فئة من المجتمع



هذا والحمد لله حمدا كثيرا يليق بجلال وجه وعظيم سلطانة.

محتوى البحث
مجتمعي ما بين الأعراف والدين.

العصبية القبلية وخطورتها على المجتمع المسلم.

ماذا حدث في مجتمعنا؟ ولماذا بدا التناحر يسود به؟     

المرأة والعادات والأعراف.

تقديم العادات والتقاليد على الدين.

من باب العادات والتقاليد.

استبيان فيئة من المجتمع

المراجع التي اعتمدت عليها في اعداد البحث:

القرآن الكريم

الصحيح البخاري ومسلم

رسائل ابن عثيمين رحمه الله

 الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في حديثه عن أقسام الغلو "مجموع الفتاوى" (7/7 )


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أفكار إبداعية في مرحلة التقويم البديل

تجربتي في البيئة النفسية في الفصل الدراسي

كيف اجهز بيئة صفية بشكل جاذب